عند اتخاذ خطوة علاج التغدد الرحمي باستخدام القسطرة، غالباً ما تتساءل المريضة عن اعراض ما بعد قسطرة الرحم وما يمكن توقعه خلال فترة النقاهة. فبينما تعتبر القسطرة التداخلية إجراءً غير جراحي آمن وفعال، إلا أن بعض الأعراض الجانبية قد تظهر لدى المريضات بدرجات متفاوتة.
ما هي اعراض ما بعد قسطرة الرحم؟
- تقلصات أسفل البطن: بعد القسطرة، تشعر بعض النساء بألم وتقلصات في منطقة الحوض وأسفل البطن. تكون هذه التقلصات مشابهة إلى حد كبير لآلام الدورة الشهرية. يحدث الألم عادةً خلال أول يومين إلى ثلاثة أيام بعد العملية ويكون أكثر حدة في البداية، ولكنه يقل تدريجياً مع مرور الوقت.
- الغثيان والإرهاق: من الشائع أيضاً أن تشعر بعض السيدات بالغثيان وأحياناً بالتعب العام بعد القسطرة، نتيجة تأثير الأدوية أو التغيرات التي تطرأ على الجسم أثناء وبعد العملية. يمكن السيطرة على الغثيان وتخفيفه من خلال تناول المسكنات المناسبة التي يصفها الطبيب.
- ارتفاع بسيط في درجة الحرارة: قد يظهر ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم بعد قسطرة الرحم، وهو أمر طبيعي يعبر عن استجابة الجسم للتغيرات التي تحدث داخل الأورام الليفية. في حال استمر هذا الارتفاع لأكثر من أسبوع أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى كالتهاب أو آلام شديدة، يجب مراجعة الطبيب.
- انتفاخ وورم بسيط في مكان القسطرة: يلاحظ البعض انتفاخًا طفيفًا في منطقة الفخذ، مكان إدخال القسطرة، وقد تكون هناك كدمات خفيفة. هذا الانتفاخ يختفي عادةً خلال أيام قليلة، ويمكن تخفيفه بوضع كمادات باردة على المنطقة.
- اضطرابات الحيض (الطمث): بعض النساء قد يلاحظن تغييرات في دورتهن الشهرية بعد القسطرة، مثل تأخر الحيض أو قلة النزيف الشهري. هذه التغييرات تعتبر طبيعية، حيث يحتاج الجسم لوقت للتكيف مع الوضع الجديد بعد علاج الأورام.
- التعافي والنقاهة بعد القسطرة: من الجيد أن تعرف المريضة أنها تستطيع العودة إلى المنزل بعد القسطرة في نفس اليوم، مع توصيات بالراحة لبضعة أيام لتفادي أي مضاعفات. يُنصح بالابتعاد عن الأنشطة الجسدية الشاقة لفترة قصيرة، كما قد يوصي الطبيب باستخدام المسكنات لتخفيف أي ألم أو تقلصات.
ختاماً، قسطرة الرحم تعتبر واحدة من أفضل الوسائل لعلاج الأورام الليفية بدون جراحة، وتوفر خياراً فعالاً وآمناً للنساء.
ما هي قسطرة الرحم وما الذي تعالجه؟
عملية قسطرة الرحم، والتي تُعرف أيضًا بالتداخلية أو الأشعة التداخلية، هي إجراء طبي متطور يُستخدم لعلاج الأورام الليفية الرحميّة، وهي كتل غير سرطانية تتكون من نسيج عضلي وتنمو في جدار الرحم. تُعد هذه التقنية بديلاً فعالاً عن العمليات الجراحية التقليدية، حيث يتم إدخال أنبوب رفيع يُعرف بالقسطرة عبر شريان الفخذ، ويُوجه هذا الأنبوب بواسطة الأشعة للوصول إلى شرايين الرحم التي تغذي الأورام الليفية.
أهم الحالات التي تعالجها قسطرة الرحم
- أورام الرحم الليفية: تُعد الاورام الليفية بالرحم من أبرز الحالات التي يتم علاجها بواسطة القسطرة، خاصةً إذا كانت تسبب أعراضاً مزعجة مثل نزيف الحيض الشديد وآلام أسفل البطن.
- آلام الحوض المزمنة: تُساعد القسطرة في تخفيف الآلام الناتجة عن الأورام الليفية التي تضغط على الأعضاء المجاورة مثل المثانة، مما قد يؤدي إلى تكرار التبول وأحياناً صعوبة في التبول.
- التغدد الرحمي (adenomyosis): التغدد الرحمي، أو ما يُعرف بالعضال الغدي، هو حالة يتم فيها نمو بطانة الرحم داخل جدار الرحم، ما يسبب آلاماً شديدة في أسفل البطن وأثناء الدورة الشهرية. يُمكن لقسطرة الرحم أن تساعد في تقليل حجم التغدد الرحمي وتخفيف الأعراض المرتبطة به، مثل النزيف الشديد وآلام الحوض.
- دوالي الرحم: دوالي الرحم هي عبارة عن توسع وتمدد الأوردة داخل منطقة الحوض، ما يؤدي إلى الشعور بألم مستمر في منطقة أسفل البطن والظهر، ويزداد الألم غالباً بعد الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة. قسطرة الرحم تُستخدم هنا كعلاج فعال، حيث يتم إغلاق الأوردة المتضررة، مما يُقلل من تدفق الدم غير الطبيعي ويخفف الأعراض بشكل كبير.
كيفية عمل القسطرة
تبدأ العملية بإدخال أنبوب صغير عبر شريان الفخذ وصولاً إلى الشرايين المغذية للأورام الليفية. باستخدام الأشعة، يتم توجيه هذا الأنبوب بدقة، حيث يُحقن بمادة صغيرة تسد الشرايين وتمنع تدفق الدم إلى الورم الليفي. بعد ذلك، يبدأ الورم في التقلص تدريجياً، مما يقلل من الأعراض ويتيح للمريضة العودة إلى حياتها الطبيعية دون الحاجة للجراحة.
ماذا يحدث بعد العملية؟
تُعتبر فترة النقاهة بعد قسطرة الرحم قصيرة نسبيًا مقارنة بالجراحة التقليدية. تعود معظم النساء إلى منازلهن في نفس اليوم، مع الشعور بتقلصات خفيفة وآلام شبيهة بتلك المرتبطة بالدورة الشهرية، والتي تختفي بعد عدة أيام. يُنصح باستخدام مسكنات الآلام لتخفيف أي شعور بعدم الراحة.
فوائد قسطرة الرحم
- فترة نقاهة قصيرة: يمكن للمريضة العودة إلى المنزل في نفس اليوم، مع التوصية بالراحة لبضعة أيام.
- تقليل الآثار الجانبية: يُعتبر هذا الإجراء خفيفًا ولا يتطلب شقوق جراحية، مما يُقلل من مخاطر العدوى والالتهاب.
- الحفاظ على الرحم: على عكس استئصال الرحم، تُساعد القسطرة على علاج الأورام الليفية دون الحاجة إلى إزالة الرحم، مما يُحافظ على القدرة الإنجابية.
لمن يُعتبر هذا العلاج خياراً مناسباً؟
يُعتبر هذا الإجراء مثالياً للنساء اللواتي يعانين من أعراض الأورام الليفية الشديدة ولا يرغبن في الخضوع لجراحة، أو اللواتي يعانين من فقر الدم بسبب النزيف.
د. سمير عبد الغفار – استشاري الأشعة التداخلية
يُعد د. سمير عبد الغفار من الرواد في مجال الأشعة التداخلية، حيث يتميز بخبرة واسعة في علاج الأورام الليفية بدون جراحة. يشمل العلاج التقنيات الحديثة التي لا تتطلب شقوقًا كبيرة أو جروحًا، مما يُسهم في تقليل المضاعفات وفترة النقاهة. بفضل مهارته، تُعد قسطرة الرحم وسيلة علاج آمنة وفعّالة للنساء اللواتي يرغبن في تجنب التدخلات الجراحية الكبيرة.