هل تعانين من آلام شديدة ونزيف غير معتاد جعل حياتكِ تدور في حلقة مفرغة من القلق؟
ربما سمعتِ تشخيصات مختلفة وتداخلت عليكِ المصطلحات، فتارة يُقال لكِ تليف، وتارة أخرى عضال غدي، ويبقى السؤال الذي يؤرقكِ ويبحث عن إجابة دقيقة عن هل التغدد الرحمي هو الورم الليفي أم أنهما مرضان مختلفان؟
الحقيقة أن التشخيص الدقيق هو نصف العلاج، ولأن صحة رحمكِ تعني الكثير، سنضع بين يديكِ اليوم الفروقات الجوهرية والحل الطبي الذي يجنبكِ استئصال الرحم.

هل التغدد الرحمي هو الورم الليفي حقاً؟ (شرح المفهوم الأساسي)
كثيرًا ما يتم الخلط بين هاتين الحالتين، ليس فقط من قبل المرضى، ولكن أحيانًا تتشابه الأعراض لدرجة تحير البعض. للإجابة بضبط، لا، التغدد الرحمي (Adenomyosis) ليس هو الورم الليفي (Uterine Fibroids)، رغم أنهما “أبناء عمومة” في عالم أمراض النساء ويشتركان في العديد من الخصائص.
كلاهما ورم حميد وغير سرطاني، وكلاهما يعتمد في نموه على هرمون الإستروجين، وكلاهما قد يسبب تضخم الرحم. لكن الفرق الجوهري يكمن في “طبيعة النسيج” ومكان تواجده:
- الورم الليفي: هو نمو لكتلة صلبة محددة من خلايا عضلة الرحم نفسها مع نسيج ليفي، وتكون هذه الأورام محاطة بغلاف يفصلها عن الأنسجة المجاورة.
- التغدد الرحمي (العضال الغدي): هو حالة “تسلل”؛ حيث تنمو خلايا بطانة الرحم وتغزو جدار الرحم العضلي. هذا النسيج الدخيل ينزف داخل العضلة نفسها مع كل دورة شهرية، مما يسبب ألماً مبرحاً وتضخماً في عضلة الرحم.
إن فهم هذا الفارق هو الخطوة الأولى نحو العلاج الصحيح، خاصة مع وجود تقنيات حديثة لدى دكتور سمير عبد الغفار تتيح علاج الحالتين دون اللجوء لمشرط الجراح.
الورم الليفي: كتل صلبة ومحددة
الأورام الليفية هي أكثر أورام الحوض شيوعًا لدى النساء. وهي عبارة عن نمو غير طبيعي لخلايا العضلات الملساء في الرحم. يمكن أن يكون هناك ورم واحد أو العديد من الأورام بأحجام مختلفة، تتراوح من بذور صغيرة إلى أحجام كبيرة تشبه البطيخة، مما قد يسبب تشوهًا في شكل الرحم وتضخمه.
يُعرف هذا المرض بأنه حميد في الغالبية العظمى من الحالات (أكثر من 99%)، ونادرًا جدًا ما يتحول إلى ورم سرطاني.
تنمو الأورام الليفية في أماكن مختلفة:
- داخل تجويف الرحم (تحت البطانة).
- داخل جدار الرحم (بين الألياف العضلية).
- على السطح الخارجي للرحم.
النساء ذوات البشرة السمراء هن الأكثر عرضة للإصابة به، وقد تلعب الوراثة دورًا كبيرًا هنا. إذا كانت والدتك أو أختك قد تُصاب به، فإن فرصتك تزداد.
التغدد الرحمي: العدو الخفي داخل الجدار
على الجانب الآخر، يُعرف التغدد الرحمي أو (Adenomyosis) بأنه حالة طبية تتصرف فيها أنسجة بطانة الرحم بشكل عدواني، حيث تخترق عضلة الرحم وتستقر فيها.
عندما تأتي الدورة الشهرية، تتصرف هذه الأنسجة المهاجرة تمامًا كما تتصرف البطانة الطبيعية؛ فهي تزداد سماكة ثم تنزف. ولكن، لأن الدم لا يجد مخرجًا من داخل الجدار العضلي، فإنه يحتبس مسببًا:
- تضخمًا في جدار الرحم (يصبح الرحم طريًا ومتضخمًا كرويًا).
- آلامًا شديدة جدًا أثناء الدورة (أشد من ألم الليفي العادي).
- غزارة شديدة في الطمث.
يصف الأطباء هذه الحالة أحيانًا بأنها حالة طبية مزمنة تؤثر على جودة حياة المرأة لسنوات طويلة (Years) وشهور (Months) من المعاناة الصامتة.
مقارنة الأعراض: كيف تميزين بينهما؟
رغم التشابه، هناك خيوط دقيقة تميز كل حالة. إليكِ مقارنة تفصيلية:
أعراض الأورام الليفية:
- النزيف: دورات شهرية غزيرة وطويلة الأمد، قد تحتوي على كتل دموية.
- الضغط: شعور بثقل أو ضغط في الحوض، كأن شيئًا يضغط على المثانة (كثرة التبول) أو المستقيم.
- الشكل: قد تشعر المريضة بكتلات صلبة في البطن إذا كان حجم الورم كبيرًا.
- الألم: قد يكون موجودًا، لكنه غالبًا مرتبط بالضغط أو النزيف، أو إذا حدث تليف وموت للخلايا داخل الورم.
أعراض العضال الغدي (التغدد):
- الألم: هو السمة البارزة. ألم طاحن وتقلصات شديدة قبل وأثناء الدورة الشهرية (عسر طمث شديد).
- التضخم: الرحم يكبر بشكل متجانس (Diffuse) وليس كتل، مما يجعل البطن تبدو منتفخة قليلًا.
- النزيف: نزيف غزير جدًا ومفاجئ.
- ألم الجماع: شائع جدًا في حالات العضال الغدي بسبب التهاب الجدار العضلي.
من المهم ملاحظة أن وجود أورام ليفية لا يمنع وجود تغدد رحمي في نفسه الوقت؛ فكثير من المريضة يعانين من الحالتين معًا (Adenomyosis and Uterine Fibroids)، وهو ما يجعل التشخيص الدقيق ضرورة قصوى.
تأثير التغدد والورم الليفي على الخصوبة والحمل

هاجس الإنجاب هو الشغل الشاغل لأي سيدة في سن الخصوبة.
- الورم الليفي: قد يمنع الحمل إذا كان ينمو داخل التجويف الرحمي أو يسد قنوات فالوب. الأورام التي تنمو في الجدار الخارجي عادةً لا تؤثر كثيرًا. ومع ذلك، قد تسبب الإجهاض المتكرر.
- التغدد الرحمي: كان يُعتقد سابقًا أنه يصيب النساء الأكبر سنًا فقط، لكنه يصيب أيضًا الشابات. يؤثر التغدد على قدرة الرحم على الانقباض ونقل الحيوانات المنوية، كما أن الالتهاب المزمن في بطانة وجدار الرحم قد يعيق انغراس الجنين، مما يقلل من فرص الحمل ويزيد نسب الإجهاض.
الخبر الجيد أن علاج هذه الحالات بالقسطرة العلاجية مع دكتور سمير عبد الغفار أثبت نجاحًا كبيرًا في الحفاظ على الرحم، مما يبقي باب الأمل في الحمل مفتوحًا، بعكس خيار استئصال الرحم الذي ينهي حلم الأمومة تمامًا.
لماذا القلق من “ورم سرطاني”؟ حقائق تطمئن قلبك
بمجرد سماع كلمة “ورم” أو “كتلة”، يقفز الرعب إلى القلوب خوفًا من الأورام السرطانية الرحمية.
دعينا نطمئنك:
- الورم الليفي: هو ورم حميد (Benign) بامتياز. تحوله إلى سرطان (ساركوما) هو أمر نادر للغاية (أقل من 1 في 1000).
- التغدد الرحمي: هو مرض حميد تمامًا. لا يتحول إلى سرطان. هو مجرد نسيج طبيعي في مكان خاطئ.
لذلك، عندما يخبرك الطبيب بوجود تليف أو تغدد، فلا داعي للذعر من فكرة السرطان، بل يجب التركيز على كيفية إدارة الأعراض وعلاج المشكلة لتحسين جودة الحياة.
التشخيص: كيف يرى الطبيب ما بداخل الرحم؟

لا يمكن الاعتماد على الفحص السريري فقط. للوصول إلى تشخيص دقيق يفرق بين النوعين، نلجأ إلى التصوير الطبي المتقدم:
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تظهر الأورام الليفية كظلال سوداء مستديرة ومحددة. أما التغدد الرحمي فيظهر كجدار سميك غير متجانس، وقد يرى الطبيب “بحيرات” صغيرة من الدم داخل العضلة.
- الرنين المغناطيسي (MRI): هو الفحص الذهبي والأدق. يوفر (لقطات) مفصلة للغاية لطبقات الرحم. يمكنه التمييز بدقة متناهية بين الورم الليفي والتغدد الرحمي، وتحديد خريطة العلاج بالقسطرة. دكتور سمير عبد الغفار يعتمد على دقة هذه الفحوصات لتحديد الشريان المغذي بدقة.
علاج التغدد والورم الليفي بالقسطرة: ثورة الطب البديلة للجراحة
لسنوات طويلة، كان استئصال الرحم هو الحل الوحيد والتقليدي لإنهاء معاناة النساء من النزيف والألم الناتج عن العضال الغدي أو الأورام الليفية الكبيرة. هذا الخيار كان يعني نهاية القدرة على الإنجاب والدخول في سن يأس مبكر ومشاكل نفسية وجسدية.
اليوم، تغيرت المعادلة بفضل الأشعة التداخلية.
يقدم دكتور سمير عبد الغفار، استشاري الأشعة التداخلية، حلًا جذريًا وآمنًا: حقن الشرايين الرحمية بالقسطرة (Uterine Artery Embolization).
كيف تعمل قسطرة الرحم؟
القسطرة ليست جراحة؛ لا يوجد شق جراحي ولا تخدير كلي.
- يتم إدخال أنبوب دقيق جدًا (قسطرة) من شريان الفخذ أو اليد.
- يتم توجيه القسطرة تحت الأشعة حتى تصل إلى الشرايين التي تغذي الرحم.
- يتم حقن حبيبات طبية دقيقة لقطع الإمداد الدموي عن الأنسجة المريضة فقط.
النتيجة المذهلة:
- في حالة الورم الليفي: تنقطع التغذية عن الورم، فيضمر ويموت ويصغر حجمه تدريجيًا، وتختفي الأعراض.
- في حالة التغدد الرحمي: يتم قطع الدم عن النسيج الغدي المتغلغل داخل العضلة، فيموت هذا النسيج الزائد، ويعود جدار الرحم لحجمه الطبيعي ويختفي الألم والنزيف.
مميزات العلاج مع دكتور سمير عبد الغفار:
- الحفاظ على الرحم ووظيفته.
- فترة نقاهة قصيرة جدًا (يوم واحد).
- تجنب مضاعفات الجراحة والنزيف والالتصاقات.
- نسبة نجاح عالية جدًا في إيقاف الأعراض.
- مناسب للنساء اللواتي يرغبن في تجنب الجراحة أو لديهن موانع للتخدير.
أسئلة شائعة (FAQ)
هل التغدد الرحمي ورم؟
لا، التغدد الرحمي ليس ورمًا بالمعنى الحرفي للكتلة المحددة مثل الورم الليفي. هو حالة مرضية حميدة ناتجة عن تغلغل ونمو نسيج بطانة الرحم داخل الجدار العضلي للرحم، مما يسبب تضخمه.
هل التغدد الرحمي خطير؟
التغدد الرحمي ليس مرضًا خطيرًا يهدد الحياة (ليس سرطانيًا)، لكنه قد يكون خطيرًا على جودة حياة المريضة بسبب الألم الشديد والنزيف المستمر الذي قد يؤدي لفقر دم حاد (أنيميا)، مما يستدعي علاج فعال.
هل التغدد الرحمي يمنع الحمل؟
ليس دائمًا، ولكنه قد يقلل من الخصوبة. التغدد يسبب التهابًا مزمنًا في الرحم وقد يؤثر على انغراس الجنين. ومع ذلك، العديد من النساء حملن رغم إصابتهن به، وعلاج الحالة بالقسطرة قد يحسن فرص الحمل مقارنة بترك الحالة تتفاقم.
هل التغدد الرحمي هو بطانة الرحم المهاجرة؟
هما حالتان مختلفتان ولكنهما مرتبطتان. بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis) تعني نمو البطانة خارج الرحم (على المبيض، الأمعاء..). أما التغدد الرحمي (Adenomyosis) فهو نمو البطانة داخل جدار الرحم نفسه. يمكن أن تُصاب المرأة بكليهما معًا.
ما هو الفرق بين تليف الرحم والورم الليفي؟
المصطلحان يشيران غالبًا لنفس الشيء في لغة المرضى الدارجة. طبيًا، الورم الليفي هو الاسم الأدق للكتل العضلية الحميدة. كلمة “تليف” قد تستخدم أحيانًا لوصف حالة الرحم القاسي أو المتضخم، لكن الشائع هو استخدامهما كمرادفين لـ Uterine Fibroids.
هل يتحول التغدد الرحمي إلى سرطان؟
لا، التغدد الرحمي هو حالة حميدة تمامًا ولا يتحول إلى سرطان. المخاوف من الأورام السرطانية يجب ألا ترتبط بتشخيص التغدد الرحمي بحد ذاته.
في رحلتكِ للبحث عن الشفاء، تذكري أن استئصال الرحم لم يعد هو الخيار الوحيد أو الأول. سواء كنتِ تعانين من الورم الليفي أو التغدد الرحمي، فإن الطب الحديث يقدم لكِ حلولًا تحفظ أنوثتك وصحتك.
إن تشخيص حالتك بدقة هو الخطوة الأولى، واختيار العلاج بالقسطرة مع خبير مثل دكتور سمير عبد الغفار قد يكون القرار الذي يغير حياتكِ للأفضل، وينهي سنوات من الألم دون جراحة.
هل ترغبين في استشارة دقيقة لتحديد ما إذا كانت القسطرة هي الحل الأنسب لحالتك؟ يمكنك التواصل معنا الآن.




