يُعد الانتباذ العضلي الغدي أحد الأمراض المزمنة التي تصيب النساء، حيث يحدث نمو غير طبيعي لنسيج بطانة الرحم داخل عضلة الرحم، مما يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل الألم والنزيف الغزير أثناء الدورة الشهرية.
لكن كم من الوقت يستغرق تطور الانتباذ العضلي الغدي؟ هذا ما سنوضحه بالتفصيل، مع ذكر أهم طرق التشخيص والعلاج.

ما هو الانتباذ العضلي الغدي وكيف يتطور؟
الانتباذ العضلي الغدي (التغدد الرحمي) هو حالة مرضية تحدث عندما تغزو خلايا بطانة الرحم العضلات الداخلية للرحم، مما يؤدي إلى زيادة سمك جدار الرحم. تطور المرض يعتمد على عوامل عديدة مثل التغيرات الهرمونية وخاصة تأثير هرمون الاستروجين، وعادةً يستغرق سنوات حتى تتطور الأعراض بشكل ملحوظ.
يحدث توسع الرحم بسبب زيادة نمو هذه الخلايا المفقودة داخل الأنسجة العضلية، مما يجعل الرحم أكبر من حجمه الطبيعي. وغالبًا ما يكون الانتباذ البطاني الرحمي غير ملحوظ في المراحل المبكرة، لكنه يتطور بشكل تدريجي بمرور الوقت.
كم من الوقت يستغرق تطور الانتباذ العضلي الغدي؟
تطور العضال الغدي يختلف من امرأة لأخرى، لكنه غالبًا ما يستغرق عدة سنوات حتى تظهر الأعراض بوضوح. في بعض الحالات، قد يبدأ بعد انقطاع الطمث بسبب التغيرات الهرمونية، بينما في حالات أخرى، يتطور منذ سنوات مبكرة خلال فترات الدورة الشهرية.
تشمل العوامل التي تؤثر على المدة الزمنية لتطور المرض:
- مستوى هرمون الاستروجين في الجسم.
- العوامل الوراثية والتاريخ العائلي للمرض.
- عدد مرات حدوث الدورة الشهرية والتغيرات المصاحبة لها.
- وجود حالات مرضية أخرى مثل الأورام الليفية التي قد تساهم في تفاقم الأعراض.
ما هي الأعراض الشائعة للانتباذ العضلي الغدي؟
تختلف الأعراض من امرأة لأخرى، لكنها غالبًا ما تشمل:
- تأخر الحمل أو العقم في بعض الحالات الشديدة.
- ألم أثناء العلاقة الزوجية بسبب تأثير المرض على نسيج الرحم.
- ألم شديد أثناء الدورة الشهرية قد يمتد إلى أسفل البطن والظهر.
- نزيف حاد خلال الدورة الشهرية بسبب زيادة سماكة بطانة الرحم.
- حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية مثل النزيف غير المنتظم.
- الشعور بالضغط داخل الحوض بسبب توسع الرحم الناتج عن نمو نسيج بطانة الرحم داخل عضلة الرحم.
في المراحل المتقدمة، قد تختفي الأعراض تلقاء نفسها بعد انقطاع الطمث، لكن هذا ليس شائعًا، إذ إن بعض النساء يستمررن في المعاناة من الألم حتى بعد توقف الدورة الشهرية.
كيف يتم تشخيص وعلاج الانتباذ العضلي الغدي؟
تشخيص المرض يتم من خلال عدة وسائل، منها:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية لرؤية شكل دقيق لنمو الخلايا داخل الرحم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يوفر صورة تفصيلية للأنسجة.
- التحاليل الهرمونية لتقييم مستويات هرمون الاستروجين وتأثيره على تطور المرض.
طرق العلاج:
يعتمد العلاج على درجة تطور المرض ومدى تأثيره على جودة حياة المرأة. من أهم الخيارات العلاجية:
- الأدوية الهرمونية لتقليل تأثير هرمون الاستروجين.
- المسكنات لتخفيف الألم أثناء الدورة الشهرية.
- إجراء قسطرة دقيقة لعلاج الاورام الليفية إذا كانت موجودة بجانب المرض.
- العمليات الجراحية في الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.
- إجراء اصمام شريان الرحم UFE (إغلاق الشرايين المغذية للأنسجة المتضخمة) الذي يُعد من أحدث العلاجات الفعالة.
هل يمكن الوقاية من تطور الانتباذ العضلي الغدي؟
رغم أنه لا يمكن منع حدوثه بالكامل، إلا أن بعض العوامل قد تساعد في تقليل تطور المرض، ومنها:
- متابعة طبية دورية عند الشعور بأعراض غير طبيعية.
- اتباع نظام غذائي صحي للحفاظ على التوازن الهرموني.
- تجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة التي قد تؤثر على هرمون الاستروجين.
- استشارة الطبيب عند حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية لضمان الكشف المبكر عن أي مشكلات.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن الشفاء من العضال الغدي؟
العضال الغدي حالة مزمنة، لكنه قد يختفي تلقاء نفسه بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض هرمون الاستروجين. رغم ذلك، يظل العلاج ضروريًا لتخفيف الألم وتحسين جودة الحياة، ويشمل إجراء قسطرة الرحم، العلاجات الهرمونية.
هل العضال الغدي هو نفسه بطانة الرحم المهاجرة؟
كلا، فبينما بطانة الرحم المهاجرة تحدث عندما تنمو خلايا بطانة الرحم خارج الرحم، فإن العضال الغدي يحدث داخل جدار الرحم نفسه. كلا الحالتين تتشابهان في الأعراض، لكن العضال الغدي يؤدي إلى تضخم الرحم أكثر من بطانة الرحم المهاجرة.
هل يمكن حدوث الحمل مع وجود العضال الغدي الرحمي؟
نعم، لكن قد يكون الحمل أكثر صعوبة بسبب تأثير المرض على نسيج الرحم. ومع ذلك، يمكن لبعض النساء الحمل بشكل طبيعي، بينما قد تحتاج أخريات إلى علاج لتحسين فرص حدوثه. استشارة الطبيب ضرورية للوصول إلى أفضل خيارات العلاج.
وأخيرا، كم من الوقت يستغرق تطور الانتباذ العضلي الغدي؟ الإجابة تعتمد على عوامل عديدة، لكن في العادة، يستغرق سنوات حتى تظهر الأعراض بشكل واضح. ولأن المرض قد يؤدي إلى ألم مزمن واضطرابات في الدورة الشهرية، فمن الضروري استشارة الطبيب عند الشعور بأي أعراض مبكرة لضمان الوصول إلى العلاج المناسب في الوقت المناسب.