نزيف الرحم: متى يكون طبيعيًا ومتى يستدعي القلق؟

نزيف الرحم
  • 0:1 دقيقة
  • 03 مارس 2025

نزيف الرحم قد يكون مصدر قلق كبير للنساء، خاصةً عندما يحدث خارج الدورة الشهرية أو يستمر لفترةً أطول من المعتاد. يمكن أن يكون النزف الرحمي خفيفًا على شكل قطرات دم أو غزيرًا بحيث يؤثر على الحياة اليومية.

هل هو أمر طبيعي أم مؤشر على مشكلة صحية خطيرة؟

في المقال نتناول أسباب النزيف المهبلي، الحالات التي تستدعي التدخل الطبي، وأفضل طرق العلاج.

نزيف الرحم

ما هو نزيف الرحم؟

هل تخيّلتِ يومًا أنّ نزيف الرحم قد يكون إشارة مهمة على خللٍ في الضبط الهرموني أو علامة مبكرة على أمراضٍ في بطانة الرحم؟ قد يحدث النزف الرحمي بشكلٍ مفاجئ ويستمر لفترةٍ أطول من النمط الطبيعي، مُسببًا قلقًا لدى العديد من السيدات.

النزيف الرحمي هو تدفُّق الدم من جدار الرحم أو عنق الرحم عبر المهبل، ويُشار إليه أحيانًا بمصطلح النزيف المهبلي غير الطبيعي أو النزف الرحمي. عادةً ما يرتبط نزول الدم عند المرأة بفترة دورة الحيض أو ما نسمّيه الدورة الشهرية. إلا أنّ بعض النساء قد يُعانين من تدفقٍ شديد أو يستمر لفترةً أطول النزيف من المعتاد، وهو ما قد يشير إلى وجود مشكلة في الجهاز التناسلي أو في الضبط الهرموني.

وفي النمط الطبيعي، يبدأ الحيض عند الفتاة في سن البلوغ ويستمر حتى فترة انقطاع الدورة الشهرية (سن اليأس)، حيث تمر كل شهر بمرحلة تنمو فيها بطانة الرحم لاستقبال الجنين في حال حدوث الحمل. وفي حال عدم حدوثه، يتخلص الجسم من هذه البطانة على شكل دم يخرج من المهبل. لكن عندما يصبح تدفق الدم غزيرًا جدًا أو يستمر لفترة أطول من أيام الحيض المعتادة، فهذا ما نُطلق عليه مصطلح نزيف الرحم أو النزيف المهبلي الشديد.

أسباب نزيف الرحم

أسباب حدوث نزيف الرحم

  1. الخلل الهرموني: تلعب الهرمونات وخاصة هرمون الاستروجين دورًا رئيسيًا في تنظيم دورة الحيض. فعندما يختل التوازن الهرموني يحدث اضطراب في سماكة بطانة الرحم أو توقيت نزول الدم، مما يؤدي أحيانًا إلى نزيفٍ غزير.
  2. الأورام الحميدة أو الخبيثة: يمكن لوجود الأورام الليفية في الرحم أو ورم خبيث في عنق الرحم أو جدار الرحم أن يسبب نزيفًا مستمرًا أو مفاجئًا.
  3. التهابات أو عدوى: التهابات الجهاز التناسلي، مثل التهابات المهبل أو التهاب عنق الرحم، قد تؤدي أيضًا إلى نزيف مهبلي غير طبيعي.
  4. استخدام أدوية أو حبوب منع الحمل: قد تسبب بعض أنواع وسائل منع الحمل (مثل اللولب أو الحبوب الهرمونية) تغيّرات في انتظام النزيف.
  5. مشاكل التخثر: اضطرابات تخثر الدم قد تؤدي إلى نزيف رحم غزير أو يستمر لفترةً أطول النزيف من المعتاد.

اسباب نزيف الرحم المستمر

  • فرط نمو بطانة الرحم: في بعض الحالات، قد يزداد سمك بطانة الرحم أكثر من اللازم نتيجة ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين، مما يؤدي إلى نزيف متواصل أو نزيفًا خفيفًا بين الدورات.
  • اضطرابات المبايض: خلل في عمل المبيضين يُسبب عدم انتظام في إفراز الهرمونات، ما يؤثر على دورة الحيض.
  • التهاب مزمن: وجود التهابات مزمنة بالرحم أو بالأنسجة الداخلية قد يؤدي إلى نزيف رحمي مستمر.

أسباب النزيف المهبلي حسب العمر

  1. مرحلة البلوغ: في بداية نزول الدورة الشهرية عند الفتيات، قد تكون الدورات غير منتظمة لفترة بسبب عدم استقرار الضبط الهرموني.
  2. مرحلة ما بعد الثلاثين: قد يحدث عدم انتظام في فترات الحيض بسبب تغيرات الحياة مثل الحمل والولادة، أو بسبب وجود الأورام الليفية.
  3. مرحلة قبل انقطاع الطمث: مع اقتراب سن اليأس، يحدث تذبذب كبير في مستويات الهرمونات، ما قد يؤدي إلى نزيف مهبلي مفاجئ أو متكرر.
  4. مرحلة ما بعد انقطاع الطمث: ظهور نزيف بعد انقطاع الدورة الشهرية قد يكون مؤشرًا خطيرًا على وجود ورم رحمي أو خلل آخر.

أسباب نزيف الرحم المفاجئ

  • الإجهاض أو انغراس البويضة في بداية الحمل (بعض السيدات يشهدن نزيفًا خفيفًا خلال مرحلة الزرع).
  • تمزق الأكياس المبيضية أو كيس على المبيض.
  • الضغط النفسي والتوتر قد يؤثران على دورة الحيض ويؤديان إلى نزيف مفاجئ.
  • الأدوية: بعض الأدوية المسيلة للدم قد تسبب نزيفًا غير متوقع.

 أسرع طريقة لوقف نزيف الرحم

  1. الراحة وتناول السوائل: في حال ملاحظة نزيف شديد، من المهم الاستلقاء ورفع الساقين قليلًا لتعزيز تدفق الدم إلى باقي الجسم والتخفيف من النزيف.
  2. ضغط موضعي: بالطبع لا يمكن الضغط المباشر على الرحم كما نفعل مع الجروح الخارجية، لكن ارتداء ملابس داخلية قطنية مشدودة قد يساعد في الحد من التدفق.
  3. العلاج الدوائي: يلجأ الأطباء أحيانًا إلى أدوية هرمونية لضبط نزيف الرحم، مثل حبوب تنظيم النسل التي تنظم دورة الحيض.
  4. استشارة الطبيب: في حالات النزيف الشديد أو استمرار النزيف المهبلي لفترة طويلة، يُنصح بالتوجه للطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة واستبعاد الأسباب الخطيرة.

متى يكون نزيف الرحم خطير؟

يُعد النزيف الرحمي خطيرًا إذا كان التدفق شديدًا بحيث يؤدي إلى الدوخة وفقر الدم، أو إذا استمر لفترةً أطول النزيف من المعتاد بشكلٍ متكرر. كما يُصبح الأمر أكثر خطورة عندما يترافق النزيف مع آلام حادة في البطن أو انخفاض ملحوظ في ضغط الدم.

في بعض الحالات، قد يدل النزف على أمراض مثل سرطان الرحم أو اضطرابات هرمونية خطيرة. لذا عند حدوث نزيفٍ غزيرٍ ومفاجئٍ أو استمرار النزيف المهبلي لفترة طويلة مع شعور بالتعب الشديد، يجب مراجعة الطبيب فورًا.

أفضل علاج لنزيف الرحم

تختلف طرق علاج نزيف الرحم تبعًا للأسباب المؤدية له، وعادةً ما يقيّم الطبيب الحالة بعد إجراء الفحوصات المخبرية والتصوير بالأشعة. فيما يلي أهم الخيارات العلاجية المتاحة:

  1. العلاج الدوائي:
    • الحبوب الهرمونية (مثل حبوب منع الحمل) بهدف تنظيم دورة الحيض والتحكم في كمية النزيف.
    • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية لتخفيف الآلام وتقليص مدة النزف.
  2. القسطرة التداخلية:
    • يقدم الدكتور سمير عبد الغفار استشاري الأشعة التداخلية علاجًا متقدمًا لوقف نزيف الرحم الناتج عن الأورام الليفية أو تغدد الرحم (adenomyosis) عبر قسطرة الرحم.
    • يعتمد هذا الإجراء على إدخال أنبوب رفيع داخل الشريان المغذي للورم الليفي (أو المنطقة المتضخمة)، ومن ثم حقن مادة تسدّ الإمداد الدموي للورم، ما يؤدي إلى انكماشه ووقف النزف.
    • يُعد علاج القسطرة التداخلية خيارًا فعالًا وآمنًا مقارنةً بـ استئصال الرحم الجراحي، إذ يُحافظ على الرحم ويحدّ من المضاعفات طويلة الأمد.
  3. الجراحة:
    • في بعض الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات التحفظية أو التداخلية، قد يلجأ الطبيب إلى جراحات استئصال الورم الليفي أو حتى استئصال الرحم كحل أخير إذا كان النزيف يشكّل خطرًا على حياة المرأة.
  4. العلاج الداعم:
    • تناول الأطعمة الغنية بالحديد والفيتامينات لتعويض الدم المفقود.
    • الحفاظ على النمط الطبيعي من النشاط البدني الخفيف للمساعدة في تدفق الدم دون إجهاد زائد.

الأسئلة الشائعة

ازاي أفرق بين دم الدورة والنزيف؟

دم الدورة الشهرية يكون منتظمًا ويحدث في موعده المعتاد، بينما النزيف الرحمي قد يكون غير منتظم أو يحدث في غير موعد الحيض. كما أن نزيف الدورة الشهرية يبدأ عادة خفيفًا ثم يصبح غزيرًا ثم يخف مرة أخرى، أما النزيف المهبلي فقد يكون مستمرًا دون هذا النمط.

متى يكون نزيف الرحم خطيرًا لكبار السن؟

أي نزيف بعد انقطاع الطمث هو أمر خطير ويحتاج إلى فحص طبي، حيث قد يكون علامة على سرطان الرحم أو مشاكل هرمونية حادة.

إن نزيف الرحم أو النزيف المهبلي يمكن أن يتراوح من حالة بسيطة مرتبطة بتغيرات هرمونية عابرة، إلى مؤشر قوي على مشكلة في بطانة الرحم أو الجهاز التناسلي عمومًا.

لذا، لا تترددي في استشارة الطبيب إذا كان نزيف الرحم لديكِ غزيرًا جدًا، أو استمر لفترةً أطول النزيف من المعتاد، أو ترافق مع أعراض مزعجة مثل تقلصات شديدة أو شعورٍ بالتعب والدوار.

في النهاية، يبقى التشخيص المبكر والعلاج المناسب هما الأساس لتجنب المضاعفات والحفاظ على صحة المرأة وراحتها.

شارك المقال:

10

أبريل

الدورة الشهرية بعد قسطرة الرحم

هل لاحظتِ تغيّرًا في الدورة الشهرية بعد قسطرة الرحم؟ 🤔 لا تقلقي، فأنتِ لست وحدك. هذا التغيير طبيعي، لكن من المهم أن تفهمي أسبابه ومتى…

06

أبريل

حبوب منع الحمل

سواء كنتِ تخططين لتأجيل الحمل لفترة قصيرة أو تبحثين عن وسيلة دائمة لتنظيم النسل، فـ حبوب منع الحمل تظل من الخيارات الأكثر شيوعًا. لكن، هل…

07

مارس

تكيس المبايض

إذا كنتِ تعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية أو ظهور شعر زائد في أماكن غير معتادة، فقد تكونين مصابة بـ تكيس المبايض دون أن تدركي…