التغدد الرحمي ليس مجرد عارض نسائي عابر، بل حالة قد تُربك المرأة وتقلب يومياتها رأساً على عقب. في هذا المقال سنأخذكِ برحلة شيقة للتعرف على شكل التغدد الرحمي وأعراضه، وطرق علاجه الحديثة بقسطرة الرحم مع دكتور سمير عبد الغفار.
كيف يكون شكل التغدد الرحمي؟
يُعرف التغدد الرحمي (أو العضال الغدي) بأنّه مرض يحدث عندما ينمو نسيج بطانة الرحم داخل الجدار العضلي للرحم بدلًا من موضعه الطبيعي في تجويف الرحم. يُعد هذا النمو غير الطبيعي داخل العضلات الرحمية حالة شائعة نسبيًّا لدى العديد من النساء، حيث يؤدي إلى تضخم الرحم وزيادة سماكته.
في الوضع الطبيعي، من المفترض أن تظل الخلايا المبطنة للرحم محصورة داخل حدود التجويف الرحمي، لكن في حالة التغدد الرحمي، نجدها وقد تسللت إلى خارج مكانها، فتنمو بين عضلات الرحم مسببة آلامًا تختلف حدّتها من امرأة لأخرى.
هذا النمو غير الطبيعي يجعل شكل الرحم في بعض الأحيان أكبر من حجمه المعتاد، وقد يبدو منتفخًا أو متضخمًا بشكل ملحوظ. وعادة ما تُلاحظ النساء تغييرات في حجم البطن أو شكل الحوض الخارجي، فيظننّ أنّ هناك ورم ليفي أو تكيسات أخرى. ورغم تشابه بعض الأعراض مع أمراض نسائية أخرى كـالتليف الرحمي أو الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis)، فإن التغدد يختلف في موضعه: فهو ينمو داخل الجدار العضلي نفسه، في حين أنّ الانتباذ البطاني يحدث عندما تنمو بطانة الرحم خارج الرحم كليًّا.
يتميز التغدد الرحمي بأنّه أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى آلام مزمنة أثناء الدورة الشهرية، ونزيف رحمي شديد، وأحيانًا انتفاخ واضح في منطقة أسفل البطن. كما أنّه يسبب للمرأة شعورًا بامتلاء الحوض، وقد يكون سببًا في تأخّر الإنجاب أو حدوث مشاكل في الخصوبة. ومع تطور الخلايا في داخل الجدار الرحمي، يزيد سُمك العضلة ويتخذ الرحم شكله غير الطبيعي، مما ينعكس على صحة المرأة وجودة حياتها.
التغدد الرحمي والنيش
يختلط الأمر على البعض بين مفهومي “التغدد الرحمي” و”النيش” (أو ضعف جدار الرحم بعد العمليات القيصرية)، فبينما ينتج “النيش” عادةً عن وجود ثقب أو ضعف في جدار الرحم من آثار جرح القيصرية، نجد أنّ التغدد الرحمي عبارة عن نمو بطاني رحمي داخلي، يختلف تمامًا عن “النيش”. ومع ذلك، قد يترافق التغدد مع النيش لدى بعض النساء، الأمر الذي يُصعّب التشخيص أحيانًا ويحتاج إلى طبيب متخصص يجيد التمييز بينهما.
عند حدوث النيش، يمكن أن تتجمع بقايا الأنسجة أو الدم في منطقة الضعف بالرحم، مسببة ألمًا ونزيفًا قد يشبه أعراض التغدد الرحمي. ومن هنا تتعدد الحالات المرضية داخل الرحم، التي تتداخل في الأعراض وتتشابه في بعض العلامات، ما يجعل التشخيص الدقيق ضروريًّا لتحديد الخطة العلاجية المناسبة. وإذا كان هناك دم متجمع في هذه الفجوة، فقد يؤدي ذلك إلى أعراض مؤرقة تعاني منها المرأة مثل آلام شديدة أثناء الدورة، وأحيانًا صعوبة في الحمل.
من المهمّ النظر بعناية إلى شكوى المريضة وفحصها بالسونار أو بالرنين المغناطيسي، إذ إنّ كلا الحالتين (النيش والتغدد الرحمي) قد يصاحبهما نزيف غير منتظم وألم حاد، إلا أنّ شكل الرحم في التصوير الطبي هو الذي يحدد الفارق بين الضعف الجراحي (النيش) والتضخم الغدي (التغدد الرحمي).
أعراض تغدد الرحم
تتعدد أعراض التغدد الرحمي، وقد تتداخل مع أمراض نسائية أخرى مثل الورم الليفي أو التليف الرحمي أو حتى الانتباذ البطاني المهاجر (Endometriosis). ومع ذلك، توجد بعض العلامات الرئيسية التي تساعدكِ على تمييز التغدد، وأبرزها:
- آلام الدورة الشهرية الشديدة: تشعر بعض المصابات بألم حاد لا يستجيـب للمسكنات العادية، وقد يستمر لفترة أطول من المعتاد.
- نزيف رحمي غزير أو مطوّل: يلاحظ لدى المريضة زيادة حادة في الدم خلال الدورة، ما يجعلها تتوتر بشأن تغيراتها الشهرية واحتمال إصابتها بفقر الدم.
- آلام مستمرة في منطقة الحوض: قد تعاني المرأة من آلام مزمنة متوسطة أو شديدة في أسفل البطن والظهر، وقد يشمل الألم منطقة الفخذين.
- انتفاخ واضح في أسفل البطن: نتيجة لتضخم الرحم وزيادة حجمه، يظهر انتفاخ يشبه الحمل أحيانًا، أو ما يُظن أنه أورام مثل الورم الليفي.
- مشاكل في الإنجاب: في بعض الحالات، قد يؤثر التغدد الرحمي على قدرة المرأة على الحمل بسبب خروج البطانة عن موضعها وارتشاحها داخل العضلات.
تلك الأعراض ليست حصرية على التغدد الرحمي، لذا ننصح دائمًا بمتابعة المرأة مع الطبيب المختص، مثل الدكتور سمير عبد الغفار الذي يتميز بخبرة واسعة في مجال الأشعة التداخلية وعلاج تغدد الرحم بالقسطرة، للتأكد من التشخيص الصحيح ووضع خطة علاج تناسب الحالة.
هل تغدد رحمي خطير؟
قد تتساءلين: “هل إصابتي بـالتغدد الرحمي أمر خطير؟” والإجابة تعتمد على حدة الأعراض وتأثيرها على جودة حياتكِ. التغدد الرحمي ليس سرطانًا، بل حالة مرضية حميدة، ومع ذلك فإنّه قد يتسبب في مشكلات كبرى إذا لم تتمّ متابعته وعلاجه. فهو يسبب نزيفًا شديدًا أحيانًا، وألمًا مزمنًا، ويعرّض المرأة للأنيميا أو الضعف العام نتيجة فقدان الدم المفرط. كما أنّه قد يؤثر على الحالة النفسية، فينعكس على أداء المهام اليومية والعمل والحياة الشخصية.
في بعض الحالات، قد تتطور أعراض التغدد بصورة تجعل المرأة تفكّر في استئصال الرحم أو اللجوء إلى جراحات كبرى مثل فتح البطن، خصوصًا إذا كانت قد تخطت سن الإنجاب أو تعاني من نزيف مزمن ومشاكل متفاقمة. ولكن تتوفر اليوم بدائل أقل تدخلًا مثل قسطرة الرحم التي يقوم بها دكتور سمير عبد الغفار في مراكز متخصصة، وهي تقنية فعّالة تعمل على وقف الإمداد الدموي للأنسجة المهاجرة داخل الرحم، فتتقلص وتتلاشى الأعراض دون الحاجة إلى جراحة مفتوحة أو استئصال كامل للرحم.
تشخيص التغدد الرحمي
إذا كنتِ تشعرين بـأعراض مزمنة وتشكين في الإصابة بالتغدد الرحمي، يظل التشخيص المبكر هو مفتاح النجاة. يعتمد الطبيب على الخطوات التالية للوصول إلى صورة واضحة:
- الفحص السريري: يشمل تحسّس الرحم لتقدير حجمه والتأكد من وجود أي تضخم أو كتلة غير طبيعية.
- التصوير بالسونار (أشعة الموجات فوق الصوتية): يُظهر إن كان هناك زيادة في سماكة الجدار الرحمي أو انتفاخ واضح، وغالبًا ما يظهر الرحم بصورة أكبر من المعتاد.
- الرنين المغناطيسي (MRI): يوفّر تفصيلاً أدق عن الأنسجة ويُظهر إن كان النسيج البطاني قد تسلل داخل عضلات الرحم.
- اختبارات الدم: للتأكد من عدم وجود فقر دم أو تغيرات هرمونية مثل ارتفاع نسبة هرمون الإستروجين الذي يسبب زيادة احتمالية التغدد.
هل يمكن الحمل مع التغدد الرحمي؟
واحدة من أكثر الأسئلة شيوعًا لدى النساء المصابات بالتغدد الرحمي هي: “هل يمكن أن أحمل؟”
والإجابة تعتمد على عوامل عدة، منها مدى النمو الداخلي للبطانة في جدار الرحم، وحالة المبايض، ومدى تأثر صحة الرحم عمومًا. كثير من النساء المصابات بالتغدد ينجحن في الحمل بشكل طبيعي، لكن هناك بعض الحالات التي تواجه صعوبة، خاصةً إذا تزامن التغدد مع مشاكل أخرى مثل تكيس المبايض أو ضعف التبويض.
في حالة تأثّر الخصوبة، قد يوصي الطبيب بالعلاج المناسب قبل محاولة الحمل، سواء عبر الأدوية التي تقلل من الأعراض أو من خلال قسطرة الرحم التي تساعد على انكماش أماكن التغدد الغدي في الجدار العضلي. وعندما يستقر الوضع الصحي للرحم وتتحسن وظيفته، يمكن للمصابة محاولة الحمل مع متابعات منتظمة للتأكد من سير الأمور على ما يرام.
وفي هذا الصدد، يُنصح بالمتابعة مع طبيب مختص في طب النساء والولادة بالتعاون مع طبيب الأشعة التداخلية؛ لضمان تحقيق نتائج أفضل وتقليل المخاطر المصاحبة.
لماذا قسطرة الرحم مع د. سمير عبد الغفار؟
يُعدّ التغدد الرحمي من الحالات التي قد تسبب ألمًا مزمنًا ونزيفًا حادًّا، ولكن مع تطور الطب، ظهرت تقنيات أقل تدخلًا من الجراحة التقليدية، مثل قسطرة الرحم (Uterine Artery Embolization). هذه التقنية تتيح للطبيب سد الشريان المغذي لمناطق التغدد، مما يقلل من تدفق الدم إليها فيتقلص النسيج المرضي تدريجيًّا. ويقوم د. سمير عبد الغفار، استشاري الأشعة التداخلية، بهذا الإجراء في مراكزه المتخصصة بمصر والمملكة المتحدة، محققًا نسب نجاح عالية وتجنبًا للمضاعفات الكبيرة التي قد تنجم عن فتح البطن أو استئصال الرحم بالكامل.
تتمّ القسطرة عبر فتحة صغيرة جدًّا في الشريان الفخذي أو الرسغي، ويتمّ إدخال أنبوب رفيع وصولًا إلى الشريان الرحمي، ثمّ يحقن الطبيب مواد طبية تسد الإمداد الدموي للجزء المصاب. تستغرق العملية وقتًا قصيرًا نسبيًّا مقارنة بالجراحة التقليدية، وعادةً ما تعود المرأة إلى حياتها الطبيعية سريعًا. إنها خيار آمن للنساء الراغبات في الحفاظ على الرحم والتطلع إلى حدوث حمل مستقبلي، كما تفيد من لا تُفضل اللجوء إلى الحلول الجراحية الكبرى.
تواصل معنا
إذا كنتِ تعانين من حالة التغدد الرحمي أو أي من الحالات المرضية الأخرى في الرحم، وترغبين في التحدث إلى متخصص عن كل طرق العلاج المتاحة، بما فيها تقنية قسطرة الرحم التي يقوم بها د. سمير عبد الغفار، يمكنكِ التواصل على الأرقام التالية:
- لندن – المملكة المتحدة
- رقم العيادة: 00442081442266
- رقم الواتساب: 00447377790644
- مصر
- رقم حجز القاهرة: 00201000881336
- رقم الواتساب: 00201000881336
لا تترددي في الاستفسار عن أي معلومة تخص وضعكِ الصحي. فريقنا جاهز للإجابة عن أسئلتكِ وتوجيهكِ إلى الحلول المناسبة، سواء كنتِ في مرحلة التشخيص أو تحتاجين إلى علاج نهائي للتغدد الرحمي.
إنّ الطريق إلى حياة صحية وخالية من الألم ليس بعيدًا، وبفضل التقدم الطبي في مجال الأشعة التداخلية، يمكنكِ تفادي العمل الجراحي الكبير والاستمتاع بنتائج سريعة وفعّالة.