ما معنى العضال الغدي في الرحم؟ العضال الغدي (adenomyosis) هو اضطراب مرضي يصيب الرحم، حيث تنمو أنسجة بطانة الرحم (الطبقة التي تبطن الرحم من الداخل). في الحالة الطبيعية، تكون بطانة الرحم مميزة وتفصل عن عضلات الرحم. لكن عند الإصابة بالعضال الغدي، فإن أنسجة بطانة الرحم تبدأ في التوغل داخل الأنسجة العضلية للرحم، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض والمشكلات الصحية.
العنوانين الرئيسية
ما معنى العضال الغدي في الرحم؟
العضال الغدي، المعروف أيضًا باسم “الانتباذ البطاني الرحمي الداخلي”، هو حالة طبية شائعة بين النساء، تحدث عندما تخترق أنسجة البطانة الرحمية (التي تُبطن الرحم) الجدار العضلي للرحم، والذي يُعرف باسم “العضل الرحمي”. هذه الحالة تؤدي إلى تضخم الرحم وتسبب مجموعة من الأعراض المؤلمة، بما في ذلك النزيف الغزير وآلام شديدة في منطقة الحوض.
الأعراض الشائعة للعضال الغدي
تتنوع الأعراض الناتجة عن العضال الغدي من شخص لآخر، ولكن من الأعراض الأكثر شيوعًا:
- غزارة الطمث: يتميز العضال الغدي بنزيف رحمي غزير أو مطوّل خلال الدورة الشهرية. قد يستمر النزيف لأيام أطول من المعتاد ويكون شديدًا لدرجة أنه يؤثر على الحياة اليومية.
- آلام شديدة في الحوض: تعاني النساء المصابات بالعضال الغدي من آلام مزمنة أسفل البطن والحوض، خاصة أثناء الدورة الشهرية. الألم قد يستمر حتى بعد انتهاء الدورة ويكون مشابهًا لآلام الطمث العادية لكن بدرجة شديدة.
- تضخم الرحم: في بعض الحالات، يؤدي العضال الغدي إلى تضخم الرحم، مما يسبب الشعور بالانتفاخ والضغط في منطقة البطن السفلى. يؤدي هذا التضخم إلى ظهور كتلة في البطن مشابهة للأورام الليفية.
- آلام أثناء الجماع: النساء المصابات بالعضال الغدي يعانين غالبًا من آلام أثناء الجماع، وهي نتيجة مباشرة لنمو الأنسجة البطانية داخل العضلات الرحمية، مما يسبب التهابًا وألمًا في تلك المنطقة.
- نزيف بين الدورات الشهرية: بالإضافة إلى غزارة الطمث، قد تعاني النساء من نزيف غير منتظم أو بين الدورات الشهرية، وهو أحد الأعراض الشائعة للعضال الغدي.
أسباب العضال الغدي
لم يتم تحديد سبب واضح ومحدد للعضال الغدي حتى الآن، ولكن هناك نظريات طبية عدة تفسر كيفية حدوثه:
- توغل أنسجة البطانة الرحمية: تشير بعض النظريات إلى أن العضال الغدي يحدث نتيجة توغل خلايا البطانة الرحمية إلى داخل العضلات الرحمية من خلال التوغل المباشر أو التوغل الناتج عن الإصابات أو الجراحات الرحمية مثل الولادة القيصرية.
- التهاب سابق في الرحم: قد تؤدي بعض الالتهابات التي تصيب الرحم إلى تشوه في تركيب الرحم، مما يسمح بتوغل الأنسجة البطانية إلى الجدار العضلي.
- تشوهات ولادية: تشير بعض الدراسات إلى أن النساء اللاتي يعانين من العضال الغدي قد يكون لديهن تشوهات خلقية في الرحم أو في تركيب الأنسجة البطانية.
عوامل الخطر
هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالعضال الغدي، منها:
- العمر: عادةً ما تصاب النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30 و50 عامًا بالعضال الغدي، وخاصة النساء اللاتي خضعن للولادة.
- الولادة القيصرية: النساء اللاتي خضعن لولادة قيصرية أو عمليات جراحية أخرى في الرحم، مثل استئصال الأورام الليفية، قد يكون لديهن خطر أكبر للإصابة بالعضال الغدي.
- أمراض أخرى: بعض الدراسات تشير إلى وجود علاقة بين العضال الغدي وبعض الأمراض الأخرى مثل الأورام الليفية الرحمية، والانتباذ البطاني الرحمي، وهو مرض مشابه ولكنه يؤثر على الأنسجة البطانية التي تنمو خارج الرحم.
كيف يتم تشخيص العضال الغدي؟
تشخيص العضال الغدي قد يكون تحديًا نظرًا لتشابه أعراضه مع أمراض أخرى مثل الأورام الليفية والانتباذ البطاني الرحمي. يعتمد التشخيص عادةً على:
- التاريخ الطبي: يتطلب التشخيص مراجعة دقيقة لتاريخ المريضة الطبي والأعراض التي تعاني منها.
- الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص الحوض لتحديد حجم وشكل الرحم. إذا كان الرحم متضخمًا أو غير طبيعي، فقد يشير ذلك إلى العضال الغدي.
- التصوير الطبي: يعد التصوير بالموجات فوق الصوتية من الأدوات الأساسية لتشخيص العضال الغدي. في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بالتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للحصول على صورة أدق للرحم.
علاج العضال الغدي
علاج العضال الغدي يعتمد على شدة الأعراض ورغبة المريضة في الحفاظ على خصوبتها. هناك عدة خيارات علاجية تشمل:
- العلاج الدوائي: تشمل الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف الألم. كما يمكن استخدام الهرمونات لتنظيم الدورة الشهرية وتقليل النزيف.
- العلاج الجراحي: في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، الحل هو الجراحة. استئصال الرحم هو الخيار النهائي لعلاج العضال الغدي لدى النساء اللاتي لم يعدن يرغبن في الإنجاب.
- التدخلات غير الجراحية: تشمل تقنيات مثل قسطرة الرحم أو العلاج الحراري الذي يتم فيه استخدام تقنيات حرارية لتدمير الأنسجة البطانية التي تغزو الجدار العضلي للرحم.
العضال الغدي والحمل
العضال الغدي قد يؤثر على خصوبة المرأة وقدرتها على الحمل. بعض الدراسات تشير إلى أن هذه الحالة قد تزيد من خطر الإجهاض أو تؤدي إلى صعوبة في الحمل. ومع ذلك، يمكن للنساء المصابات بالعضال الغدي أن يحملن بشكل طبيعي أو باستخدام تقنيات مساعدة على الإنجاب مثل التلقيح الصناعي.
العضال الغدي والحقن المجهري
العضال الغدي يؤثر على خصوبة المرأة، ما يجعل عملية الحمل الطبيعية صعبة في بعض الحالات. ومع تزايد انتشار تقنيات الإنجاب المساعدة، مثل الحقن المجهري، أصبحت هذه التقنيات حلاً للعديد من النساء المصابات بالعضال الغدي اللاتي يرغبن في الإنجاب.
الحقن المجهري (IVF) هو إجراء يتضمن تخصيب البويضة خارج الجسم وزرع الجنين في الرحم. في حالة النساء المصابات بالعضال الغدي، قد تكون هناك تحديات بسبب تضخم الرحم أو التغيرات في بنية جدار الرحم، مما قد يؤدي إلى صعوبة في نجاح عملية زرع الجنين.
ومع ذلك، وفق موقع “مايو كلينك”، أظهرت بعض الدراسات أن النساء المصابات بالعضال الغدي يحققن معدلات نجاح جيدة في الحقن المجهري إذا تم تقديم العلاج المناسب قبل العملية، مثل استخدام الأدوية الهرمونية أو التقنيات غير الجراحية لتقليص حجم الرحم وتخفيف الأعراض.
بالتالي، الحقن المجهري خيارًا فعالًا للنساء المصابات بالعضال الغدي الراغبات في الإنجاب، شريطة أن يتم التعامل مع الحالة بشكل صحيح.
هل العضال الغدي خطير؟
العضال الغدي في حد ذاته ليس حالة مميتة أو “خطيرة” من حيث التهديد المباشر لحياة المرأة. ومع ذلك، له تأثير كبير على جودة الحياة بسبب الألم المزمن، النزيف الغزير، والشعور المستمر بالانزعاج في منطقة البطن.
على الرغم من أن العضال الغدي لا يعتبر عادةً من الحالات الطبية الطارئة، إلا أن غزارة الدورة الشهرية وآلام الحوض المزمنة مرهقة وقد تؤدي إلى فقر الدم لدى بعض النساء بسبب فقدان الدم المفرط.
بالإضافة إلى ذلك، الحالة تؤثر نفسيًا وعاطفيًا على النساء، خاصةً إذا كانت تؤثر على قدرتهن على الإنجاب أو تسبب شعورًا دائمًا بالألم وعدم الراحة.
من المهم أن يتم تشخيص العضال الغدي وعلاجه من قبل أخصائيين لتجنب المضاعفات المحتملة وتحسين جودة الحياة.
العضال الغدي هل يتحول إلى سرطان؟
على الرغم من أن العضال الغدي هو حالة حميدة (غير سرطانية)، إلا أن هناك تساؤلات حول ما إذا كان يتحول إلى سرطان.
تشير الدراسات الحالية إلى أن العضال الغدي لا يتحول إلى سرطان بحد ذاته. توجد في بعض الحالات النادرة جداً أنواع أخرى من الأورام أو التغيرات السرطانية في الرحم لدى النساء المصابات بالعضال الغدي.
بمعنى آخر، العضال الغدي ليس عامل خطر مباشر لحدوث السرطان، ولكنه قد يتزامن مع حالات أخرى قد تكون سرطانية مثل الأورام الليفية أو سرطان بطانة الرحم.
وفقًا لـ”دكتورة لورا ميلادو”، الباحثة في أمراض النساء، العضال الغدي لا يؤدي عادةً إلى الإصابة بالسرطان، ولكن من المهم إجراء فحوصات دورية للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية في الرحم للتأكد من عدم وجود أمراض سرطانية أو حميدة أخرى تتطور.
في النهاية، يمكن القول إن العضال الغدي ليس مرضًا سرطانيًا ولا يتحول إلى سرطان، ولكنه قد يستلزم متابعة طبية مستمرة لضمان سلامة الرحم والأنسجة المحيطة به.