هل يتحول التغدد الرحمي لسرطان؟

هل يتحول التغدد الرحمي إلى سرطان؟
  • 0:9 دقيقة
  • 21 ديسمبر 2024

هل شعرتِ يومًا بآلام حادة تشبه تقلصات الولادة الطبيعية، وبدأ الخوف يراودك من تحوّل تغدد الرحم إلى ورم سرطاني؟ هذا التساؤل يحيّر العديد من النساء، فـ هل يتحول التغدد الرحمي إلى سرطان؟ تعرّفي على الإجابة بالتفصيل.

هل يتحول التغدد الرحمي إلى سرطان

 هل يتحول التغدد الرحمي إلى سرطان؟

عند الحديث عن التغدد الرحمي (أو ما يُعرف بالعضال الغدي)، تظهر أمامنا أسئلة كثيرة حول إمكانية تحوله إلى ورم سرطاني داخل الرحم. قبل الإجابة الحاسمة، من المهم أولًا فهم طبيعة هذا المرض: التغدد الرحمي يتمثل في نموّ أنسجة بطانة الرحم في جدار الرحم العضلي، ما يسبّب حالة من الألم والنزيف لدى بعض النساء.

لكن هل يتحول التغدد الرحمي إلى سرطان؟

في الواقع، معظم الدراسات تشير إلى أنّ التغدد الرحمي يُعدّ من الأورام الحميدة التي تنمو ببطء. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أنّ بعض الحالات النادرة قد تتطور فيها الخلايا المهاجرة داخل العضال الرحمي، وتتحول إلى ورم سرطاني.

 هناك عوامل عدّة قد تزيد فرصة الإصابة بالسرطان في منطقة الرحم، من بينها إهمال العلاج لفترة طويلة، ونقص المناعة، ووجود أورام ليفية متزامنة، وتعدّد الشركاء الجنسيين في حالة بعض الإصابات الفيروسية التي تشمل عنق الرحم. لكن عمومًا، يبقى التحول المباشر للتغدد الرحمي إلى سرطان أمرًا أقل شيوعًا مقارنةً بتحولات أخرى قد تحدث في بطانة الرحم.

من المهم أيضًا فهم الفارق بين الإصابة بسرطان بطانة الرحم والإصابة بالتغدد الرحمي: فعلى الرغم من أنّهما يحدثان داخل الرحم، فإن طبيعة الخلايا في كل حالة مختلفة تمامًا. التغدد الرحمي يشبه في سلوكه أورام الرحم الحميدة وليس الأورام السرطانية. 

لكنّ السؤال المستمر هو: هل تؤدي الخلايا الغدية المهاجرة إلى نتائج خطيرة إذا بقيت لسنوات طويلة؟ 

الإجابة ليست بسيطة، إذ تتعدد الآراء الطبية وتستند في حكمها إلى عوامل عدّة مثل العوامل الوراثية، ومدى انتشار الخلايا، ووجود تحولات سرطانية في بطانة الرحم أو عنق الرحم (مثل الآفات قبل السرطانية المعروفة باسم CIN). لذلك، ينصح الأطباء دومًا بمتابعة الحالة واستشارة المختصّ في حال الشعور بأي أعراض تدل على تطور خطير أو تحوّل سرطاني.

أعراض التغدد الرحمي

أعراض التغدد الرحمي قد تكون خفيّة أحيانًا، وقد تكون مزعجة بشدة لدى أخريات. 

  • أبرز عرض لهذه الحالة يتمثل في النزيف الرحمي الغزير أثناء الدورة الشهرية، والذي قد يزيد من احتمالية فقر الدم ونقص المناعة عند النساء. 
  • بالإضافة إلى ذلك، تشعر المريضة بآلام أسفل البطن قد تمتد إلى منطقة الظهر، وتصف بعض النساء الألم بأنه شبيه بتقلّصات الولادة الطبيعية لشدّته. 
  • في بعض الحالات، قد تلاحظ المرأة وجود انتفاخ في البطن نتيجة تضخّم الرحم، والذي يصل أحيانًا إلى حجم يشبه جوزة الطيب أو أكبر.

من الأعراض الأخرى التي قد تصاحب التغدد الرحمي: 

  • ألم شديد أثناء الجماع
  • الشعور بالإجهاد وعدم القدرة على القيام بالمهام اليومية
  • اضطرابات النوم التي قد تؤثر في المنام بشكل واضح. 

هذه الأعراض قد تتشابه مع أعراض أورام ليفية أو بطانة الرحم المهاجرة، لذا من المهم إجراء الفحوصات اللازمة للتفريق بين الحالات المختلفة.

 أسباب التغدد الرحمي

لا يزال الأطباء والباحثون في محاولة لفهم الأسباب الحقيقية وراء التغدد الرحمي. ومع ذلك، هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذه الحالة:

  1. العمر والهرمونات: يحدث التغدد الرحمي عادةً في السنوات التي تكون فيها المرأة أكثر خصوبةً، وغالبًا ما يتزامن ذلك مع زيادة في هرمون الإستروجين.
  2. التدخين: قد يسبب التدخين خللًا هرمونيًا وضعفًا في المناعة، مما يزيد خطر الإصابة بمشكلات الرحم عمومًا، ويسرّع التحولات في الخلايا أحيانًا.
  3. التاريخ الوراثي: إذا كانت هناك حالات سابقة من أورام الرحم أو بطانة الرحم المهاجرة ضمن العائلة، فقد يزيد ذلك من خطر الإصابة.
  4. تعدّد الولادات الطبيعية أو الخضوع لجراحة: بعض الإجراءات مثل الولادة القيصرية أو العمليات في الرحم قد تؤدي إلى تغيير في جدار الرحم، وبالتالي تسمح لتلك الخلايا بالانتشار داخل العضال الرحمي.
  5. العوامل الفيروسية: هناك أدلة على أن بعض الفيروسات، مثل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، قد تلعب دورًا في تغيير طبيعة الخلايا، خاصّة عند وجود آفات CIN في عنق الرحم أو القناة التناسلية، وتعدّد الشركاء الجنسيين من العوامل التي تزيد فرصة التعرض للعدوى.

ورغم أن التغدد الرحمي ليس cancer بالمعنى المباشر، فإن هذه العوامل قد تمهّد الطريق في بعض الحالات النادرة إلى تحول بطانة الرحم أو الأنسجة الغدية إلى شكل سرطاني مع الوقت، إذا ترافقت مع إهمال العلاج ووجود العوامل السابقة.

 كيفية تشخيص تغدد الرحم

 كيفية تشخيص تغدد الرحم

تشخيص التغدد الرحمي يتطلّب خبرة طبيّة، إذ تتشابه أعراضه مع أعراض أمراض نسائية أخرى، مثل أورام الرحم الليفية أو أورام المبيض أو بطانة الرحم المهاجرة. عادةً ما يبدأ الأمر بالفحص السريري، حيث يلاحظ الطبيب تضخّم الرحم أو وجود مناطق مؤلمة لدى الضغط على أسفل البطن. بعد ذلك، يتم اللجوء إلى:

  1. الأشعة الصوتية (السونار): تساعد في رؤية شكل الرحم ومدى ثخانة الجدار الرحمي. إذا ظهر الرحم بشكل غير متجانس، أو زادت سماكة بطانته، فهذا قد يشير إلى تغدد رحمي أو أورام أخرى.
  2. الرنين المغناطيسي (MRI): هذه التقنية توفّر صورة دقيقة للأعضاء الداخلية، وتساهم في تمييز التغدد الرحمي عن الأورام الليفية أو غيرها من الآفات.
  3. أخذ عيّنة (خزعة): في بعض الحالات، يحتاج الطبيب إلى التأكد من عدم وجود خلايا سرطانية أو تحوّل سرطاني، فيتم أخذ خزعة من بطانة الرحم لفحصها.
  4. متابعة نتائج التحاليل الهرمونية: قد يطلب الطبيب تحاليل لقياس مستوى بعض الهرمونات، والتأكد من عدم وجود خلل كبير قد يؤدي إلى زيادة التكوّن الغدي أو التحول السرطاني.

 علاج تغدد الرحم بالقسطرة

من أكثر الأسئلة شيوعًا: كيف يتم علاج التغدد الرحمي؟ وهل هناك بدائل بعيدة عن الجراحة التقليدية؟ الخبر السار هو وجود خيارات علاجية فعّالة، مثل قسطرة الرحم التي يقوم بها د. سمير عبد الغفار استشاري الأشعة التداخلية. تعتمد هذه التقنية على حقن حبيبات طبية عبر القسطرة داخل الشريان الرحمي؛ لتقليل تدفق الدم نحو المناطق المصابة بالتغدد، ما يؤدي إلى ضمورها بمرور الوقت. هذه الطريقة أثبتت نجاحها في تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة لدى الكثير من النساء، وتعدّ بديلًا آمِنًا للعمليات الجراحية الكبرى التي قد تؤثر على خصوبة المرأة.

مزايا قسطرة الرحم لعلاج التغدد الرحمي:

  • إجراء بسيط نسبيًا: يتم استخدام التخدير الموضعي في أغلب الحالات، ويمكن للمريضة العودة إلى حياتها بشكل شبه طبيعي خلال فترة قصيرة.
  • يقلّل من النزيف: من خلال منع وصول الدم إلى المنطقة المصابة، ما يؤدي إلى تقليل حجم الورم الغدي وتخفيف الأعراض.
  • لا يستدعي إزالة الرحم: بخلاف بعض الجراحات التي قد تتضمن استئصال الرحم أو جزء منه، مما يؤثر على قدرة المرأة على الحمل مستقبلاً.

من المهم متابعة الحالة بعد إجراء القسطرة؛ للتأكد من توقف انتشار الخلايا المهاجرة داخل العضال الرحمي، وللاطمئنان على عدم وجود أي تحولات سرطانية في بطانة الرحم.

الأسئلة الشائعة

هل التغدد الرحمي يسبب السرطان؟

التغدد الرحمي هو ورم حميد في معظم الحالات، لكن هذا لا يلغي احتمالية تحوّل الخلايا إلى سرطان في ظروف نادرة أو عند توافر عوامل خطر معينة مثل ضعف المناعة أو التعرّض المطوّل للهرمونات أو إهمال العلاج.

متى يتحول تضخم بطانة الرحم إلى سرطان؟

قد يتحوّل تضخم بطانة الرحم إلى سرطان حين يحدث نمو شاذ في الخلايا، أو تتعرض البطانة لبعض العوامل المسرطنة مثل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). كما أن بعض الآفات المعروفة باسم CIN تمهّد أحيانًا للتحول إلى خلايا سرطانية إذا تم إهمالها.

هل تغدد رحمي خطير؟

التغدد الرحمي ليس خطيرًا في معظم الحالات، إلا أنّه قد يصبح مزعجًا بسبب الأعراض مثل النزيف الغزير والألم الشديد. وتظهر الخطورة فقط في نسبة ضئيلة من الحالات التي تشهد تحولات سرطانية.

من هم أكثر عرضة لسرطان الرحم؟

تزيد احتمالية الإصابة بسرطان الرحم لدى النساء اللاتي لديهن استعداد وراثي، أو ضعف في المناعة، أو من يمارسن التدخين، أو لديهن تاريخ طويل من عدم انتظام الهرمونات. كما أنّ تعدّد الشركاء الجنسيين قد يرفع خطر الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، الذي يعدّ عاملًا من العوامل المؤدية أحيانًا لسرطان عنق الرحم.

للتواصل وحجز المواعيد

  • لندن – المملكة المتحدة
    • رقم العيادة: 00442081442266
    • رقم الواتساب: 0047377790644
  • مصر
    • رقم حجز القاهرة: 00201000881336
    • رقم الواتساب: 00201000881336

إذا كنتِ تعانين من أعراض التغدد الرحمي أو تودّين الاطمئنان على صحتك، يمكنك التواصل مع د. سمير عبد الغفار، استشاري الأشعة التداخلية، لحجز موعد ومناقشة حالتك بشكل مفصّل.

لا تدعي المخاوف تتراكَم في ذهنك؛ فالتشخيص المبكر يوفّر رؤية أشمل للحلول والعلاجات الممكنة، ويمنحك الراحة والثقة في رحلة الحفاظ على صحتك.

شارك المقال:

23

يناير

بطانة الرحم المهاجرة

هل تشعرين بآلام شديدة ومتكررة في منطقة الحوض والبطن أثناء الدورة الشهرية؟ إذا كان الجواب نعم، فقد تكونين مصابة ببطانة الرحم المهاجرة التي يمكنها التأثير…

23

يناير

الاورام الليفية في الرحم

هل سمعتِ عن الأورام الليفية في الرحم؟ إنها كتل حميدة تنمو داخل جدار الرحم العضلي وقد تؤدي لأعراض مثل النزيف الغزير أو آلام الحوض، وربما…

23

يناير

تجربتي مع نزيف الرحم

تقول كثير من النساء: "لاحظت قطرات دم خفيفة تارةً، ونزيفًا شديدًا تارة أخرى؛ وهذا الأمر أقلقني بشدة وغيّر مسار حياتي لبضعة أيام!" تجربتي مع نزيف…