تخيلي شعورك عندما تسمعين كلمة غريبة مثل العضال الغدي بالانجليزي (Adenomyosis)، وتدركين أنّ خلف هذا المصطلح عالمًا معقّدًا من الأنسجة المهاجرة والآلام والاضطرابات! العضال الغدي (التغدد الرحمي) مشكلة قد تقلب حياة كثير من النساء رأسًا على عقب.
ما هو العضال الغدي بالانجليزي؟
العضال الغدي، المعروف بالإنجليزي باسم (Adenomyosis)، هو حالة مرضية تنمو فيها أنسجة بطانة الرحم (الغشاء المخاطي المبطن للتجويف الرحمي) داخل الجدار العضلي للرحم نفسه، بدلًا من أن تنحصر داخل التجويف الطبيعي المبطّن للرحم. بمعنى آخر، تصبح خلايا بطانة الرحم والغدد والأنسجة الـ(Endometrial stromal) في غير موضعها الطبيعي، فتندمج عميقًا في عضلات الرحم (الطبقة العضلية)، وهو ما يؤدي إلى حدوث التهاب وألم ونزيف غزير خلال فترة الطمث.
هذه الحالة مختلفة عن مرض الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis) الذي يحدث فيه نمو البطانة خارج الرحم في أعضاء أخرى بالحوض (مثل المبايض أو الحوض)، بينما العضال الغدي ينحصر داخليًا في عضل الرحم. ومع ذلك، فإن القاسم المشترك بينهما هو وجود نسيج رحمي منتبذ في مكان غير طبيعي.
أعراض العضال الغدي وتأثيره على الحياة اليومية
أحد أكبر التحديات في التعامل مع العضال الغدي هي الأعراض التي قد تؤثر بشكل ملحوظ على جودة حياة المرأة. من أبرز هذه الأعراض:
- آلام الحوض المزمنة: الألم الرحمي الذي قد يظهر على شكل تشنجات حادة أثناء الطمث أو حتى بين الدورات، إذ تتغلغل الأنسجة البطانية في عمق العضلات (العضل الرحمي) مسببة تهيّجًا مستمرًا.
- نزيف رحمي غزير: قد تصبح فترات الطمث أطول وأكثر غزارة، وهو ما قد يؤدي إلى فقر الدم (أنيميا) على المدى الطويل، ويؤثر سلبًا على قدرة المرأة على الحفاظ على نشاطها المعتاد.
- ألم أثناء الجماع: بعض النساء يعانين من آلام أثناء الجماع بسبب حساسية جدار الرحم الداخلي (الجدار العضلي) الناجمة عن انتشار الأنسجة بداخله.
- تضخم الرحم: يمكن أن يؤدي العضال الغدي إلى تضخم الرحم وزيادة سماكته، ما قد يسبب شعورًا بالثقل وعدم الارتياح في منطقة الحوض.
هذه الأعراض ليست مجرد مشكلة بسيطة بل قد تمنع المرأة من ممارسة حياتها الطبيعية، وتؤثر على صحتها النفسية والاجتماعية. إنها حالة مرضية تحتاج لتفهم طبي ومتابعة متخصصة، خاصة لدى طبيب محترف في مجال الأشعة التداخلية أو أمراض النساء.
أسباب وعوامل الخطر في العضال الغدي
ما زال سبب العضال الغدي غير مفهوم تمامًا، إلا أنّ هناك بعض العوامل المحتملة التي قد تسهم في حدوثه:
- التغيرات الهرمونية: يُعتقد أنّ هرمون الإستروجين يلعب دورًا في نمو هذه الأنسجة داخل جدار الرحم.
- العوامل الجينية: بعض النساء قد يرثن ميلًا أكبر نحو الإصابة بالتغدد الرحمي، ما يجعل تاريخ العائلة الطبي مؤشرًا مهمًا.
- الولادات والجراحات السابقة: تكرار الحمل أو إجراء عمليات في الرحم (مثل استئصال ورم ليفي رحمي) قد يزيد من احتمالات انتشار الأنسجة داخل عضلات الرحم.
- السن: غالبًا ما يحدث العضال الغدي في سنوات الإنجاب (الثلاثينات والأربعينات)، إلا أنه قد يحدث أيضًا في أعمار مختلفة.
لا يعتبر العضال الغدي مرضًا سرطانيًا بل هو حالة حميدة، لكنه قد يرتبط ببعض أمراض الرحم الأخرى مثل الأورام الليفية (Uterine Fibroids) أو تليف الرحم، وقد يزيد من شدة النزيف الرحمي. ومن الجدير بالذكر أنه ليس هناك رابط مباشر وحتمي بين العضال الغدي ومرض تكيس المبايض أو متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، لكن تداخل الأعراض قد يسبب ارتباكًا لدى بعض النساء.
طرق التشخيص والفحوصات المتاحة
تشخيص العضال الغدي ليس دائمًا بسيطًا، فقد تتشابه الأعراض مع حالات أخرى مثل التهاب بطانة الرحم أو الأورام الليفية. إلا أنّ هناك وسائل تشخيصية تساعد على الوصول إلى صورة أوضح:
- الفحص السريري: يقوم الطبيب بتحسس الرحم، فقد يلاحظ أنه أكبر من المعتاد.
- تصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية: يمكن للموجات الصوتية (Ultrasound) الكشف عن سمك غير طبيعي لجدار الرحم أو مناطق ذات كثافة مختلفة تشير إلى وجود نسيج بطاني منتبذ.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يعد الـMRI أداة مهمة لرؤية تفاصيل طبقات الرحم (العضلية والبطانية) بدقة عالية، وتشخيص وجود حالة عضال غدي بشكل أكثر وضوحًا.
- اختبارات أخرى: في بعض الأحيان، قد تُطلب تحاليل للدم لاستبعاد فقر الدم أو الكشف عن أي علامات التهاب أو اضطراب هرموني.
لا يوجد اختبار بسيط ومباشر مثل اختبار الحمل يُظهر العضال الغدي؛ الأمر يحتاج إلى خبرة طبية وتحليل شامل للتاريخ المرضي والأعراض والفحوصات المختلفة. وقد تحتاج السيدة إلى استشارة أكثر من مختص للحصول على تشخيص دقيق، بما في ذلك استشاري أشعة تداخلية مؤهل.
خيارات العلاج ودور الأشعة التداخلية
عند الحديث عن علاج العضال الغدي، يبرز لدينا عدة مسارات: الأدوية، الإجراءات الجراحية، والتدخلات الحديثة بالأشعة التداخلية. الهدف دائمًا هو تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة.
العلاج الدوائي
- الأدوية المسكنة: لتخفيف الألم.
- الهرمونات: مثل حبوب منع الحمل الهرمونية أو اللولب الهرموني، لتقليل النزيف الرحمي الغزير والتحكم في نمو الأنسجة.
- في بعض الحالات، قد تستخدم علاجات تثبيط الإستروجين.
العلاج الجراحي
- استئصال الرحم: حل نهائي في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للأدوية، خاصة لدى من انتهت حاجتها للإنجاب.
- جراحات أخرى: مثل إزالة أجزاء من جدار الرحم المتأثر، ولكنها عمليات أكثر تعقيدًا.
الأشعة التداخلية والقسطرة (Uterine Artery Embolization)
- الأشعة التداخلية تمثل خيارًا طبيًا حديثًا وفعّالًا، يمكن أن يقلل من النزيف والألم الناجمين عن العضال الغدي والأورام الليفية. يتم ذلك عبر إدخال قسطرة دقيقة في الشريان المغذي للرحم، ثم حقن حبيبات صغيرة تسد الشريان المغذي للأنسجة المرضية، مما يؤدي إلى تقلصها وتحسن كبير في الأعراض. هذا الإجراء طفيف التوغل مقارنةً بالجراحة المفتوحة، ولا يتطلب استئصال الرحم بالكامل.
حتى بعد العلاج، يجب المتابعة الدورية مع الطبيب للاطمئنان على صحة الرحم، والتأكد من عدم عودة الأعراض أو حدوث مضاعفات أخرى.
ملاحظات حول المصطلحات واستخدام اللغات
يُطلق على العضال الغدي في اللغة العربية اسم “التغدد الرحمي”، أما بالإنجليزي فهو “Adenomyosis”، وفي اللغات الأخرى مثل الفرنسية قد يكون المصطلح مشابهًا في النطق “Adénomyose”، وفي الإسبانية (Español) “Adenomiosis”
الهدف من ذكر المصطلحات بلغات مختلفة هو مساعدة السيدة على فهم حالتها عند الاطلاع على مصادر طبية عالمية.
لا يُعد العضال الغدي سرطانيًا، ولا يُصنف ضمن الأمراض السرطانية. هو حالة مرضية حميدة (Benign) تؤدي إلى أعراض مزعجة، لكنها ليست مهددة للحياة بشكل مباشر. ومع ذلك، إهمالها قد يسبب تفاقم الأعراض، لذا ينصح دائمًا بالعلاج المبكر.
التواصل والحجز مع الدكتور سمير عبد الغفار
إذا كنتِ في لندن – المملكة المتحدة، وترغبين في استشارة استشاري أشعة تداخلية متخصص مثل الدكتور سمير عبد الغفار، يمكنكِ الاتصال بالأرقام التالية:
- رقم العيادة في لندن: 00442081442266
- رقم الواتساب في لندن: 00447377790644
وإذا كنتِ في مصر وترغبين بمتابعة حالتك في القاهرة:
- رقم حجز القاهرة: 00201000881336
- رقم الواتساب في مصر: 00201000881336
هذا التواصل المباشر يتيح فرصة لمناقشة الأعراض والتشخيص، والاستفسار عن طرق العلاج المتاحة، بما فيها القسطرة، وتحديد ما يناسب حالتك الخاصة. تنسيق مواعيد الكشف والفحوصات بشكل مريح، والحصول على خدمة طبية موثوقة، قد يغير مجرى التعاطي مع العضال الغدي، ويعيد إليكِ راحة البال وجودة الحياة التي تستحقينها.
العضال الغدي (Adenomyosis) ليس مجرّد مصطلح طبي معقد، بل هو حالة قد تُربك حياة المرأة وتحدّ من حريتها بسبب الألم والنزيف ومشاكل الخصوبة.
لحسن الحظ، تطور الطب الحديث ليقدم حلولًا فعّالة، بدءًا من العلاجات الدوائية ووصولًا إلى الأشعة التداخلية، وهو ما يعني أن هذه المشكلة لم تعد حتمية النهايات المؤلمة.
بتفهّم هذه الحالة والتعامل معها بوعي واستشارة الخبراء مثل الدكتور سمير عبد الغفار، يمكن للسيدة استعادة توازنها وصحتها، والمضي قدمًا في حياتها بدون قيود.