العضال الغدي الرحمي والحمل

    العضال الغدي الرحمي والحمل
    • 0:4 دقيقة
    • 19 ديسمبر 2024

    تخيّلي حلم الأمومة يصطدم بجدار رحم يتحوّل لساحة ألم ونزيف، حيث تنمو بطانة الرحم داخله بدلًا من أن تبقى في تجويفه الطبيعي. عضال غدي بالانجليزي يعرف بـ (adenomyosis) وقد تؤدي لصعوبات في الحمل وتستلزم فهمًا أعمق وخيارات علاج دقيقة. في هذا المقال، سنلقي الضوء على العضال الغدي الرحمي والحمل، وكيفية التعامل مع هذه الحالة لتحقيق أفضل النتائج.

    العضال الغدي الرحمي والحمل

    العضال الغدي الرحمي والحمل!

    العضال الغدي الرحمي هو حالة مرضية تنشأ داخل الرحم عندما تبدأ أنسجة بطانة الرحم الداخلية (البطانة الرحميّة) في النمو والاختراق داخل الجدار العضلي للرحم، بدلاً من بقائها في التجويف الرحمي الطبيعي. هذه الأنسجة المبطّنة، التي يفترض أن تنمو بشكل منظّم داخل تجويف الرحم، تتسلل إلى الطبقة العضلية (العضلات) للرحم، فتسبّب تضخمًا وألمًا وقد تؤدي إلى التهابات داخل الحوض.

    عندما تتداخل بطانة الرحم مع العضلات، يحدث اختراق غير طبيعي للأنسجة، ويؤدي هذا إلى حدوث نزيف رحمي متكرر وشديد أثناء الدورة الشهرية (الحيض)، بالإضافة إلى عسر الطمث وآلام شديدة. وغالبًا ما يرافق هذا النمو العشوائي نزيف رحمي غزير، ما يزيد من خطر فقر الدم ويؤثر على الصحة العامة للمرأة.

    إنّ العضال الغدي الرحمي (التغدد الرحمي) ليس كالورم الليفي الرحمي الحميد الذي ينمو بشكل مستقل في جدار الرحم، بل هو نمو أنسجة بطانة رحمية بداخل عضلة الرحم نفسها. هذا ما يجعل الحالة أكثر تعقيدًا، إذ أن هذه الأنسجة المهاجرة لا يمكن استئصالها بسهولة دون التأثير المباشر على سلامة عضلات الرحم، وهي من الناحية العملية تشبه وجود بطانة الرحم الهاجرة داخل العضلات.

    تأثير العضال الغدي الرحمي على الحمل والخصوبة

    لا شكّ أنّ حدوث العضال الغدي الرحمي يؤثر على الخصوبة وقد يخلق صعوبة في الإنجاب. فعندما تتغلغل بطانة الرحم داخل الجدار العضلي، يؤدي ذلك إلى زيادة سماكة جدار الرحم ويغير من حالته الطبيعية. هذا التغيير البنيوي قد يحدّ من قابلية الرحم لاحتضان الجنين، وبالتالي يمنع حدوث الحمل أو يؤدي إلى تأخره.

    الأنسجة التي تنمو بشكل غير طبيعي داخل العضلات قد تعيق انغراس البويضة المخصبة، وترفع من احتمالات الإجهاض المبكر أو صعوبة استمرار الحمل حتى الولادة. كما أنّ هذه الحالة قد تؤثر على النساء اللاتي يعانين من مشاكل خصوبة سابقة، أو اللواتي يلجأن إلى تقنيات الإنجاب المساعد مثل الحقن المجهري، فتقل نسبة نجاح هذه الإجراءات مع وجود العضال الغدي.

    تأخر الحمل أو العقم الثانوي ليس النتيجة الوحيدة، إذ يمكن أيضًا أن يؤثر العضال الغدي الرحمي على جودة الحياة الزوجية، ويسبب آلامًا مزمنة في منطقة الحوض، ويزيد من حدة التقلصات الرحمية الشهرية، ما يؤدي إلى تقليل فرص الحمل الطبيعي. ومع ذلك، فإن العديد من النساء المصابات بالعضال الغدي الرحمي يمكنهن الحمل، ولكن بجهود طبية إضافية وعلاجات تدعم خصوبتهن.

    العضال الغدي الرحمي والحمل: التأثير على الخصوبة والإنجاب

    يشكّل العضال الغدي الرحمي عقبة أمام تحقيق حلم الأمومة، إذ يخلق بيئة غير مستقرة داخل الرحم. هذا الاضطراب قد

    الأعراض المرتبطة بالعضال الغدي

    تختلف شدة الأعراض من امرأة إلى أخرى، ولكن هناك علامات شائعة تميز هذه الحالة، منها:

    • آلام أثناء العلاقة الزوجية: نتيجة وجود الأنسجة غير الطبيعية.
    • تضخم الرحم: يمكن أن يُلاحظ الطبيب تضخم الرحم خلال الفحص السريري.
    • نزيف رحمي غزير: قد يؤدي إلى انخفاض مستويات الحديد في الدم (الأنيميا).
    • آلام الدورة الشهرية الشديدة: تشعر المرأة بتقلصات قوية تُعيق قدرتها على أداء مهامها اليومية.
    • صعوبة الحمل أو تأخر الإنجاب: وهي واحدة من أكثر المشاكل المقلقة للنساء المصابات بالعضال الغدي.

    عادة ما يتم الخلط بين العضال الغدي الرحمي وأمراض أخرى تصيب الرحم، مثل الأورام الليفية الرحميّة، لكن التشخيص الدقيق يساعد على اختيار خطة علاج مناسبة. ويعتبر التشخيص المبكر مفتاحًا للتعامل مع المشكلة بشكل فعّال، سواء للنساء الراغبات في الحمل أو للواتي يرغبن في تخفيف الألم والنزيف والتمتع بحياة أفضل.

    كيف يحدث العضال الغدي؟

    لا يزال السبب الدقيق لحدوث العضال الغدي غير واضح تمامًا، لكن هناك عدة نظريات تشير إلى احتمالية أن الأنسجة المبطنة للرحم تخترق الجدار العضلي بسبب:

    • العوامل الوراثية حيث يُلاحظ وجود تاريخ عائلي لهذه الحالة.
    • التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى نمو غير طبيعي للأنسجة.
    • الولادة القيصرية أو العمليات الجراحية السابقة التي قد تُسبب اختراق الأنسجة.

    هل يمكن الحمل مع العضال الغدي؟

    نعم، يمكن تحقيق الحمل مع وجود العضال الغدي، ولكن قد تحتاج المرأة إلى خطة علاجية مُحكمة تساعد في تحسين فرص الإنجاب. يُنصح دائمًا بالتشاور مع طبيب مختص للحصول على التوجيه المناسب.

    علاج العضال الغدي الرحمي للحمل

    تختلف خيارات العلاج باختلاف شدة الحالة ومدى تأثيرها على الخصوبة. في السابق، كان استئصال الرحم يُعتبر حلًا نهائيًا في حالات العضال الغدي الشديدة، لكنه ليس خيارًا مقبولًا للنساء الراغبات بالحمل. لحسن الحظ، توفّر الطرق الحديثة في الطب خيارات أكثر دقة للحفاظ على الرحم والخصوبة.

    من بين هذه الخيارات العلاجية المتطورة تأتي تقنية قسطرة الرحم (الحقن عبر الأشعة التداخلية). تعمل هذه التقنية على إيقاف تدفق الدم إلى مناطق الأنسجة المتضخمة داخل الرحم، مما يقلل من حجمها ويخفف الأعراض المصاحبة. قسطرة الرحم إجراء طفيف التوغل، يتم تحت توجيه الأشعة التداخلية، وغالبًا ما يُجرى بدون حاجة لاستئصال أي جزء من الرحم.

    بالإضافة إلى ذلك، قد يوصي الطبيب بعلاجات هرمونية مثل حبوب منع الحمل أو الأدوية التي تقلل من نمو بطانة الرحم داخل العضلات، وبالتالي تخفف أعراض النزيف والألم. يمكن أيضًا اللجوء لبعض الإجراءات الجراحية البسيطة لتقليل البؤر الغدية البؤرية (البؤري) في العضلات، مع الحفاظ على سلامة الرحم. أحيانًا، قد يندمج العلاج الدوائي مع إجراء القسطرة لتقليل الالتهاب وتحسين فرص الحمل لاحقًا.

    تهدف هذه الخطوات العلاجية إلى تحسين بيئة الرحم، وتقليل الالتهاب والتقلصات غير الطبيعية، مما يعطي الرحم فرصة أفضل لاستقبال الجنين وتنفيذ عملية الحمل بنجاح. يتطلب الأمر متابعة طبية دقيقة، لضمان الشفاء الجيد والتحكم في احتمالات عودة الأعراض.

    دور قسطرة الرحم في علاج العضال الغدي الرحمي

    قسطرة الرحم تُعد من أكثر العلاجات فعالية وحداثة للعضال الغدي الرحمي. تعتمد هذه التقنية على حقن مواد طبية موجهة بدقة عبر الأشعة التداخلية لإيقاف تدفق الدم إلى الأنسجة المريضة داخل الرحم.

    فوائد قسطرة الرحم:

    1. تقليل الأعراض: تُساعد القسطرة على تخفيف الألم والنزيف بشكل كبير.
    2. تعافي سريع: يعود معظم المرضى إلى حياتهم الطبيعية خلال أيام قليلة.
    3. إجراء غير جراحي: يتم هذا الإجراء باستخدام تخدير موضعي، ما يُقلل من المخاطر والآثار الجانبية.
    4. حفاظ على الرحم: بخلاف الجراحات التقليدية التي قد تتطلب استئصال الرحم، فإن القسطرة تُحافظ على سلامة
    5. الرحم، مما يُبقي خيار الحمل مستقبلاً متاحًا.

    نصائح لتحسين فرص الحمل

    إلى جانب العلاج الطبي، هناك خطوات يمكن أن تساعد النساء المصابات بالعضال الغدي في تحسين فرص الحمل:

    1. ممارسة الرياضة بانتظام: لتحسين الدورة الدموية وتقليل التوتر.
    2. اتباع نظام غذائي متوازن: غني بالخضروات والفواكه والبروتينات.
    3. إدارة التوتر والقلق: من خلال تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل.
    4. الحفاظ على وزن صحي: لأن الوزن الزائد قد يؤثر على التوازن الهرموني.

    متى يجب استشارة الطبيب؟

    إذا كنتِ تعانين من أعراض مثل النزيف الرحمي الشديد أو آلام الدورة الشهرية غير المحتملة أو صعوبة الحمل، فمن المهم التوجه إلى طبيب متخصص للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاج مناسبة.

    التواصل مع د. سمير عبد الغفار

    • في لندن – المملكة المتحدة:
      • رقم العيادة: 00442081442266
      • رقم الواتساب: 00447377790644
    • في مصر:
      • رقم حجز القاهرة: 00201000881336
      • رقم الواتساب: 00201000881336

    العضال الغدي الرحمي هو تحدٍ صحي يمكن التعامل معه بفعالية من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب. بفضل التقدم الطبي، يمكن للنساء المصابات بهذه الحالة تحقيق حلم الأمومة والاستمتاع بحياة صحية ومريحة.

    استشيري طبيبكِ للحصول على الدعم المناسب وتذكري أن الأمل دائمًا موجود.

    شارك المقال:

    23

    يناير

    بطانة الرحم المهاجرة

    هل تشعرين بآلام شديدة ومتكررة في منطقة الحوض والبطن أثناء الدورة الشهرية؟ إذا كان الجواب نعم، فقد تكونين مصابة ببطانة الرحم المهاجرة التي يمكنها التأثير…

    23

    يناير

    الاورام الليفية في الرحم

    هل سمعتِ عن الأورام الليفية في الرحم؟ إنها كتل حميدة تنمو داخل جدار الرحم العضلي وقد تؤدي لأعراض مثل النزيف الغزير أو آلام الحوض، وربما…

    23

    يناير

    تجربتي مع نزيف الرحم

    تقول كثير من النساء: "لاحظت قطرات دم خفيفة تارةً، ونزيفًا شديدًا تارة أخرى؛ وهذا الأمر أقلقني بشدة وغيّر مسار حياتي لبضعة أيام!" تجربتي مع نزيف…